الاستاذ/ فاروق جويدة
إلى شهداء مصر من الشباب الذين ابتلعتهم الأمواج على شواطيء إيطاليا وتركيا واليونان :
كم عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟ *** أين النخيل ؟ وأين دفء الوادي؟
كم عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟ *** أين النخيل وأين وجه بلادي؟؟؟
لاشيء يبدو في السماء أمامنا *** غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كأنه *** قدر كيوم البعث والميلاد
قد عشت أصرخ بينكم وأنادي *** أبني قصورا من تلال رمادي
أهفو لأرض لا تساوم فرحتي *** لا تستبيح كرامتي وعنادي
أشتاق أطفال كحبات الندى *** يتراقصون مع الصباح النادي
أهفو لأيام توارى سحرها *** صخب الجياد وفرحة الأعياد
اشتقت يوما أن تعود بلادي *** غابت وغبنا و انتهت ببعاد
في كل نجم ضل حلم ضائع *** وسحابة لبست ثياب حداد
وعلى المدى أسراب طير راحل *** نسي الغناء فصار سرب جراد
هذه بلاد تاجرت في أرضها *** وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبقى من صخب الجياد سوى الأسى *** تاريخ هذه الأرض بعض جياد
في كل ركن من ربوع بلادي *** تبدو أمامي صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها *** حملت سفاحا فاستباح الوادي
لم يبق غير صراخ أمس راحل *** ومقابر سأمت من الأجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا *** بالقهر والتدليس والأحقاد
ماعاد فيها ضوء نجم شارد *** ماعاد فيها صوت طير شادي
تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا *** وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيء تكسر في عيوني بعدما *** ضاق الزمان بثورتي و عنادي
أحببتها حتى الثمالة بينما *** باعت صباها الغض للأوغاد
لم يبق فيها غير صبح كاذب *** و صراخ أرض في لظى استعباد
لا تسألوني عن دموع بلادي *** عن حزنها في لحظة استشهاد
في كل شبر من ثراها صرخة *** كانت تهرول خلفنا و تنادي
الأفق يصغر والسماء كئيبة *** خلف الغيوم أرى جبال سواد
تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا *** والريح تلقي للصخور عتاد
نامت على الأفق البعيد ملامح *** وتجمدت بين الصقيع أيادي
ورفعت كفي كي يراني عابر *** فرأيت أمي في ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها *** كوداع أحباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا *** تتزاحم الأجساد في الأجساد
حتى الشهادة راوغتني لحظة *** واستيقظت فجرا أضاء فؤادي
هذا قميصي فيه وجه بنيتي *** ودعاء أمي .. كيس ملح زادي
ردوا إلى أمي القميص فقد رات ما لا أرى من غربتي و مرادي
وطن بخيل ....باعني في غفلة *** حين اشترته عصابة الإفساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا *** للجوع تصرخ في حمى الأسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا *** والعمر يبكي والحنين ينادي
ما بين عمر فر مني هاربا *** وحكاية يزهو بها أولادي
عن عاشق هجر البلاد وأهلها *** ومضى وراء المال والأمجاد
كل الحكاية أنها ضاقت بنا *** واستسلمت لللص والقواد
في لحظة سكن الوجود *** تناثرت حولي مرايا الموت والميلاد
قد كان آخر ما لمحت على المدى *** و النبض يخبو .. صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله *** وعلى امتداد النهر يبكي الوادي
وصرخت .. والكلمات تهرب من فمي: *** هذه بلاد .. لم تعد كبلاد!!!!!
فاروق جويده
إلى شهداء مصر من الشباب الذين ابتلعتهم الأمواج على شواطيء إيطاليا وتركيا واليونان :
كم عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟ *** أين النخيل ؟ وأين دفء الوادي؟
كم عشت أسأل أين وجه بلادي؟؟ *** أين النخيل وأين وجه بلادي؟؟؟
لاشيء يبدو في السماء أمامنا *** غير الظلام وصورة الجلاد
هو لا يغيب عن العيون كأنه *** قدر كيوم البعث والميلاد
قد عشت أصرخ بينكم وأنادي *** أبني قصورا من تلال رمادي
أهفو لأرض لا تساوم فرحتي *** لا تستبيح كرامتي وعنادي
أشتاق أطفال كحبات الندى *** يتراقصون مع الصباح النادي
أهفو لأيام توارى سحرها *** صخب الجياد وفرحة الأعياد
اشتقت يوما أن تعود بلادي *** غابت وغبنا و انتهت ببعاد
في كل نجم ضل حلم ضائع *** وسحابة لبست ثياب حداد
وعلى المدى أسراب طير راحل *** نسي الغناء فصار سرب جراد
هذه بلاد تاجرت في أرضها *** وتفرقت شيعا بكل مزاد
لم يبقى من صخب الجياد سوى الأسى *** تاريخ هذه الأرض بعض جياد
في كل ركن من ربوع بلادي *** تبدو أمامي صورة الجلاد
لمحوه من زمن يضاجع أرضها *** حملت سفاحا فاستباح الوادي
لم يبق غير صراخ أمس راحل *** ومقابر سأمت من الأجداد
وعصابة سرقت نزيف عيوننا *** بالقهر والتدليس والأحقاد
ماعاد فيها ضوء نجم شارد *** ماعاد فيها صوت طير شادي
تمضي بنا الأحزان ساخرة بنا *** وتزورنا دوما بلا ميعاد
شيء تكسر في عيوني بعدما *** ضاق الزمان بثورتي و عنادي
أحببتها حتى الثمالة بينما *** باعت صباها الغض للأوغاد
لم يبق فيها غير صبح كاذب *** و صراخ أرض في لظى استعباد
لا تسألوني عن دموع بلادي *** عن حزنها في لحظة استشهاد
في كل شبر من ثراها صرخة *** كانت تهرول خلفنا و تنادي
الأفق يصغر والسماء كئيبة *** خلف الغيوم أرى جبال سواد
تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا *** والريح تلقي للصخور عتاد
نامت على الأفق البعيد ملامح *** وتجمدت بين الصقيع أيادي
ورفعت كفي كي يراني عابر *** فرأيت أمي في ثياب حداد
أجسادنا كانت تعانق بعضها *** كوداع أحباب بلا ميعاد
البحر لم يرحم براءة عمرنا *** تتزاحم الأجساد في الأجساد
حتى الشهادة راوغتني لحظة *** واستيقظت فجرا أضاء فؤادي
هذا قميصي فيه وجه بنيتي *** ودعاء أمي .. كيس ملح زادي
ردوا إلى أمي القميص فقد رات ما لا أرى من غربتي و مرادي
وطن بخيل ....باعني في غفلة *** حين اشترته عصابة الإفساد
شاهدت من خلف الحدود مواكبا *** للجوع تصرخ في حمى الأسياد
كانت حشود الموت تمرح حولنا *** والعمر يبكي والحنين ينادي
ما بين عمر فر مني هاربا *** وحكاية يزهو بها أولادي
عن عاشق هجر البلاد وأهلها *** ومضى وراء المال والأمجاد
كل الحكاية أنها ضاقت بنا *** واستسلمت لللص والقواد
في لحظة سكن الوجود *** تناثرت حولي مرايا الموت والميلاد
قد كان آخر ما لمحت على المدى *** و النبض يخبو .. صورة الجلاد
قد كان يضحك والعصابة حوله *** وعلى امتداد النهر يبكي الوادي
وصرخت .. والكلمات تهرب من فمي: *** هذه بلاد .. لم تعد كبلاد!!!!!
فاروق جويده