بقلم: د. محمد جمال حشمت
حقيقة العنوان مقتبسة من إمام الجمعة الماضية حيث أعلن على المنبر ما جاءه من الأوقاف والصحة تحذيرا من مرض انفلونزا الطيور وفى ظل غلاء فاحش يستمر فى الصعود دون توقف كما كان يحدث مع كل زيادة فى الرواتب فى شهر يوليو من كل عام لمدة شهر فقط وتقف عجلة الزيادة أما هذا العام فحتى اليوم الأسعار تزيد يوميا بصورة لا يحتملها الإنسان المصرى البسيط فضلا عن المسحوق ! فكان دعاء الإمام اللهم نجنا من الغلاء والوباء ونسى الأهم وهو الغباء الذي يتسبب فيما نحن فيه !
الأهرام في العدد 44230 بتاريخ 11 يناير 2008 نشرت اتهام الجهاز المركزى للمحاسبات للحكومة بالتسبب فى زيادة عجز الموازنة وينتقد الارتفاع غير المبرر للأسعار حيث :
" وجه المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات انتقادات حادة لأداء الحكومة خلال العامين الماليين الماضيين, واتهم الملط الحكومة بالتسبب في زيادة عجز الموازنة وتصاعد الدين العام الداخلي, فضلا عن الإهمال في تحصيل المتأخرات الحكومية, وعدم الجدية في دراسة المشروعات الاستثمارية العامة.
وكشف الملط ـ في اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب أمس ـ عن وجود مستحقات متأخرة فشلت الحكومة في تحصيلها, بلغت99.8 مليار جنيه, حتي2007/6/30, وأوضح أن معظم هذه المتأخرات تخص الجهاز الإداري وشركات القطاع العام, وبعض المؤسسات الصحفية.
وأشار الملط, خلال مناقشة الحساب الختامي للموازنتين السابقتين, إلي اتساع الفجوة بين الاستخدامات والموارد إلي74 مليار جنيه في ميزانية العام الماضي, مقابل34 مليارا في ميزانية2000, منوها إلي أن عجز الموازنة أصبح ظاهرة مستمرة ومتزايدة, كما انتقد الارتفاع غير المبرر في أسعار السلع والخدمات, وبصفة خاصة السلع الغذائية, التي تنتج محليا, وذلك في ضوء تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وكشف رئيس جهاز المحاسبات عن تصاعد حجم الدين العام الداخلي إلي637 مليار جنيه في2007/6/30, مقابل573 مليار جنيه في الموازنة السابقة, وهو ما يرفع متوسط نصيب الفرد في إجمالي الدين الداخلي والخارجي إلي8241 جنيها.
ووجه الملط هجوما عاصفا علي إقامة المشروعات الحكومية, وكذلك الاستفادة من المنح والقروض الأجنبية, وقال: إن90% من مشروعات الدولة تفتقر إلي دراسات الجدوي الاقتصاديةوالمتابعة الميدانية, وهو ما يوفر أركان جريمة الإهمال الذي يؤدي إلي إهدار المال العام, مشيرا إلي أن هناك مشروعات كثيرة أثبتنا, من خلال تقارير جهاز المحاسبات, أنها تفتقر للجدية, ولم تجر بشأنها أي دراسات, وأبدي الملط استياءه مما وصفه باستخفاف الحكومة بتقارير الجهاز المركزي للمحاسبات" انتهى
اتهامات واضحة لا لبس فيها وجريدة قومية مدينة للدولة التى هى ملك الشعب المصرى كله بحوالى 3مليار من الـ 100 مليار تنشر هذه الاتهامات ولا حياء ولادم ولا حركة فى الاتجاه الصحيح لإصلاح ما أفسده المغامرون الشباب الذين ورثوا مصر قهرا ونهبوا وجرفوا خيراتها !!!
ألا يستحق هؤلاء دعاء الغباء والغلاء والوباء !!
والحقيقة تلك معلومة لتلك العصبة منذ زمن فلقد قرأ هؤلاء معنا التقرير الاستراتيجى العربى لعام 2003-2004 الصادر من مركز الأهرام الاستراتيجى - المديون للدولة- و ما جاء فى مقدمة التقرير من توصيف رائع للحالة العربية بما فيها حالة مصر المتردية ! ورغم ذلك لم يؤثر الكلام ولا التوصيف ولا العلاجات المطروحة فى تلك الأنظمة خاصة وأن أصحاب هذه التقارير ليسوا من المعارضة المغرضة أو من الجماعة المحظورة !! لكن لاحياة لمن تنادى أو تخاطب فماذا قال هذا التقرير والذى مازال حديثه صالحا حتى اليوم : " التحول الغائب من الكلام المرسل الى الفعل , ومن الأفكار الى السياسات والخطط ومن الأمنيات الى الحقائق هو المعضلة الحقيقية التى تواجهها المجتمعات العربية والتى تصل الى حد التناقض الصارخ بين حديث محترف ومعسول عن الإصلاح تطرحه النخبة الاستراتيجية الحاكمة برجالها ورموزها السياسيين والمثقفين والمفكرين بكل براءة فى حين أن كل ما تقدم عليه فى الواقع يكرس الجمود وتغييب الحريات والانقطاع المعرفى عن حالة الكون وتطوراته الكبرى..!! هذا التناقض الذى يشعر به المواطن ويراه ماثلا أمامه صباح مساء ويثير لديه حالة من الإحباط المركب يؤسس بدوره لنوع من الهروب الجماعى أو شبه الجماعى عن تحمل مسئولية التحضير للغد المفعم بالتحديات، حيث تصبح أولوية المجتمع إما التعايش مع الواقع بكل مراراته وخموله وتراجعه المنهجى إما البحث عن مجتمع آخر يوفر مساحة مناسبة من الحريات والطموحات المادية المشروعة وإما البحث عن وسيلة خارج القانون العام للتغيير ! وفى كل الخيارات الثلاثة هناك ثمن باهظ يدفعه العرب بلا استثناء بداية من تراجع التنمية المستمر ومرورا بالاغتيال المعنوى والمادى لأجيال بكاملها ونهاية بتفكك المجتمع والنظام السياسى واستدعاء التدخل الخارجى على نحو سريع وفقدان الأمن والآمان الى مدى غير معلوم " انتهى
ورغم ذلك تم ضبط الحكومة التى سرقت المال الخاص من شعبها – مثلما سرقوا خزينة حسن مالك رجل الأعمال الإخوانى أمام المحكمة العسكرية ولم يجدوها حتى الآن !!- تسرق المال العام أيضا بمعرفة الجهاز المركزى للمحاسبات عام 2004 حيث كشف عجزا قدره سبعة مليارات من الجنيهات دون أذون صرف !! ولم تعتذر الحكومة أو تستقيل !! ويستمر الجهاز فى رصد سرقة أخرى قدرها ستة مليارات فى ميزانية 2005م تقوم بها الحكومة ولا تجد من يردعها فلم تعتذر؟ !! ولمن ؟!! إن استمرار الغباء فى الإدارة – بفرض حسن الظن !!-هو السبب الذى جلب لنا الوباء وأنهكنا بالغلاء وسيبقى الحال حتى نحرك ساكنا ونبدأ فيما ذكرته فى مقال سابق من تشكيل كتائب مقاومة الفساد فى كل شبر من أرض مصر ! ورغم أنى لمست استجابة ضعيفة من بعض المجموعات فى بعض المصالح إلا أن الأمل مازال كبيرا فى انتشار فكرة سيد الشهداء الذى قام لحاكم ظالم فأمره ونهاه فقتله !
يبقى الحق أبلج والباطل لجلج عند المواجهة أما الصمت على الفساد والرضا بالذل والتبرير للضعف فإنه يدعم استمرار الغباء الرسمي مدعما من الخارج كما صرح يوما جيمس بيكر وزير خارجية أمريكا" أن الأنظمة العربية غير ديمقراطية ولكنهم حلفاء لنا ولن نضحى بحلفائنا من أجل الديمقراطية " فالأمور محسومة لدى هؤلاء أفلا نحسمها نحن بحراك ولو بطئ ولكنه مستمر من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا نعذر فيه الى الله رغم ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على حكامنا أظن أن الأمر يستحق المحاولة ممن لم يبدأ بعد ولن يصيبنا فيه إلا ما كتبه وقدره الله لنا ، فوعد الله لنا لابد له من أسباب " فتح من الله ونصر قريب"!بقلم: د. محمد جمال حشمت
واخيرا اخواتي مصر هل ستظل هكذا رغم كل ما يسرقوه منه هل سيظل الخير في هذه البلد التي تسرق من 1980 وحتي الان بها كل الخير
والله المستعان سيف الله
حقيقة العنوان مقتبسة من إمام الجمعة الماضية حيث أعلن على المنبر ما جاءه من الأوقاف والصحة تحذيرا من مرض انفلونزا الطيور وفى ظل غلاء فاحش يستمر فى الصعود دون توقف كما كان يحدث مع كل زيادة فى الرواتب فى شهر يوليو من كل عام لمدة شهر فقط وتقف عجلة الزيادة أما هذا العام فحتى اليوم الأسعار تزيد يوميا بصورة لا يحتملها الإنسان المصرى البسيط فضلا عن المسحوق ! فكان دعاء الإمام اللهم نجنا من الغلاء والوباء ونسى الأهم وهو الغباء الذي يتسبب فيما نحن فيه !
الأهرام في العدد 44230 بتاريخ 11 يناير 2008 نشرت اتهام الجهاز المركزى للمحاسبات للحكومة بالتسبب فى زيادة عجز الموازنة وينتقد الارتفاع غير المبرر للأسعار حيث :
" وجه المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات انتقادات حادة لأداء الحكومة خلال العامين الماليين الماضيين, واتهم الملط الحكومة بالتسبب في زيادة عجز الموازنة وتصاعد الدين العام الداخلي, فضلا عن الإهمال في تحصيل المتأخرات الحكومية, وعدم الجدية في دراسة المشروعات الاستثمارية العامة.
وكشف الملط ـ في اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب أمس ـ عن وجود مستحقات متأخرة فشلت الحكومة في تحصيلها, بلغت99.8 مليار جنيه, حتي2007/6/30, وأوضح أن معظم هذه المتأخرات تخص الجهاز الإداري وشركات القطاع العام, وبعض المؤسسات الصحفية.
وأشار الملط, خلال مناقشة الحساب الختامي للموازنتين السابقتين, إلي اتساع الفجوة بين الاستخدامات والموارد إلي74 مليار جنيه في ميزانية العام الماضي, مقابل34 مليارا في ميزانية2000, منوها إلي أن عجز الموازنة أصبح ظاهرة مستمرة ومتزايدة, كما انتقد الارتفاع غير المبرر في أسعار السلع والخدمات, وبصفة خاصة السلع الغذائية, التي تنتج محليا, وذلك في ضوء تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وكشف رئيس جهاز المحاسبات عن تصاعد حجم الدين العام الداخلي إلي637 مليار جنيه في2007/6/30, مقابل573 مليار جنيه في الموازنة السابقة, وهو ما يرفع متوسط نصيب الفرد في إجمالي الدين الداخلي والخارجي إلي8241 جنيها.
ووجه الملط هجوما عاصفا علي إقامة المشروعات الحكومية, وكذلك الاستفادة من المنح والقروض الأجنبية, وقال: إن90% من مشروعات الدولة تفتقر إلي دراسات الجدوي الاقتصاديةوالمتابعة الميدانية, وهو ما يوفر أركان جريمة الإهمال الذي يؤدي إلي إهدار المال العام, مشيرا إلي أن هناك مشروعات كثيرة أثبتنا, من خلال تقارير جهاز المحاسبات, أنها تفتقر للجدية, ولم تجر بشأنها أي دراسات, وأبدي الملط استياءه مما وصفه باستخفاف الحكومة بتقارير الجهاز المركزي للمحاسبات" انتهى
اتهامات واضحة لا لبس فيها وجريدة قومية مدينة للدولة التى هى ملك الشعب المصرى كله بحوالى 3مليار من الـ 100 مليار تنشر هذه الاتهامات ولا حياء ولادم ولا حركة فى الاتجاه الصحيح لإصلاح ما أفسده المغامرون الشباب الذين ورثوا مصر قهرا ونهبوا وجرفوا خيراتها !!!
ألا يستحق هؤلاء دعاء الغباء والغلاء والوباء !!
والحقيقة تلك معلومة لتلك العصبة منذ زمن فلقد قرأ هؤلاء معنا التقرير الاستراتيجى العربى لعام 2003-2004 الصادر من مركز الأهرام الاستراتيجى - المديون للدولة- و ما جاء فى مقدمة التقرير من توصيف رائع للحالة العربية بما فيها حالة مصر المتردية ! ورغم ذلك لم يؤثر الكلام ولا التوصيف ولا العلاجات المطروحة فى تلك الأنظمة خاصة وأن أصحاب هذه التقارير ليسوا من المعارضة المغرضة أو من الجماعة المحظورة !! لكن لاحياة لمن تنادى أو تخاطب فماذا قال هذا التقرير والذى مازال حديثه صالحا حتى اليوم : " التحول الغائب من الكلام المرسل الى الفعل , ومن الأفكار الى السياسات والخطط ومن الأمنيات الى الحقائق هو المعضلة الحقيقية التى تواجهها المجتمعات العربية والتى تصل الى حد التناقض الصارخ بين حديث محترف ومعسول عن الإصلاح تطرحه النخبة الاستراتيجية الحاكمة برجالها ورموزها السياسيين والمثقفين والمفكرين بكل براءة فى حين أن كل ما تقدم عليه فى الواقع يكرس الجمود وتغييب الحريات والانقطاع المعرفى عن حالة الكون وتطوراته الكبرى..!! هذا التناقض الذى يشعر به المواطن ويراه ماثلا أمامه صباح مساء ويثير لديه حالة من الإحباط المركب يؤسس بدوره لنوع من الهروب الجماعى أو شبه الجماعى عن تحمل مسئولية التحضير للغد المفعم بالتحديات، حيث تصبح أولوية المجتمع إما التعايش مع الواقع بكل مراراته وخموله وتراجعه المنهجى إما البحث عن مجتمع آخر يوفر مساحة مناسبة من الحريات والطموحات المادية المشروعة وإما البحث عن وسيلة خارج القانون العام للتغيير ! وفى كل الخيارات الثلاثة هناك ثمن باهظ يدفعه العرب بلا استثناء بداية من تراجع التنمية المستمر ومرورا بالاغتيال المعنوى والمادى لأجيال بكاملها ونهاية بتفكك المجتمع والنظام السياسى واستدعاء التدخل الخارجى على نحو سريع وفقدان الأمن والآمان الى مدى غير معلوم " انتهى
ورغم ذلك تم ضبط الحكومة التى سرقت المال الخاص من شعبها – مثلما سرقوا خزينة حسن مالك رجل الأعمال الإخوانى أمام المحكمة العسكرية ولم يجدوها حتى الآن !!- تسرق المال العام أيضا بمعرفة الجهاز المركزى للمحاسبات عام 2004 حيث كشف عجزا قدره سبعة مليارات من الجنيهات دون أذون صرف !! ولم تعتذر الحكومة أو تستقيل !! ويستمر الجهاز فى رصد سرقة أخرى قدرها ستة مليارات فى ميزانية 2005م تقوم بها الحكومة ولا تجد من يردعها فلم تعتذر؟ !! ولمن ؟!! إن استمرار الغباء فى الإدارة – بفرض حسن الظن !!-هو السبب الذى جلب لنا الوباء وأنهكنا بالغلاء وسيبقى الحال حتى نحرك ساكنا ونبدأ فيما ذكرته فى مقال سابق من تشكيل كتائب مقاومة الفساد فى كل شبر من أرض مصر ! ورغم أنى لمست استجابة ضعيفة من بعض المجموعات فى بعض المصالح إلا أن الأمل مازال كبيرا فى انتشار فكرة سيد الشهداء الذى قام لحاكم ظالم فأمره ونهاه فقتله !
يبقى الحق أبلج والباطل لجلج عند المواجهة أما الصمت على الفساد والرضا بالذل والتبرير للضعف فإنه يدعم استمرار الغباء الرسمي مدعما من الخارج كما صرح يوما جيمس بيكر وزير خارجية أمريكا" أن الأنظمة العربية غير ديمقراطية ولكنهم حلفاء لنا ولن نضحى بحلفائنا من أجل الديمقراطية " فالأمور محسومة لدى هؤلاء أفلا نحسمها نحن بحراك ولو بطئ ولكنه مستمر من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا نعذر فيه الى الله رغم ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على حكامنا أظن أن الأمر يستحق المحاولة ممن لم يبدأ بعد ولن يصيبنا فيه إلا ما كتبه وقدره الله لنا ، فوعد الله لنا لابد له من أسباب " فتح من الله ونصر قريب"!بقلم: د. محمد جمال حشمت
واخيرا اخواتي مصر هل ستظل هكذا رغم كل ما يسرقوه منه هل سيظل الخير في هذه البلد التي تسرق من 1980 وحتي الان بها كل الخير
والله المستعان سيف الله