دراكولا مصاص الدماء
( الذي أدبه وشرده المسلمون العثمانيون العظماء )
عند ذكر اسم دراكولا أو ( الكونت فلاد ) أمام
أي شخص يتبادر إلى ذهنه أسطورة دراكولا مصاص الدماء الذي يمص دماء ضحاياه
ليلا ، ويمكنه التحول إلى خفاش وإلى ذئب ...
الـــــــــــــــــــــــــــخ
كل هذه ترهات و ( شغل سيما ) ولكن الحقيقة أن دراكولا شخصية حقيقة بالفعل
عاشت في رومانيا ، وكان أميرا ، وكان مصاص للدماء ولكن من خلال قتله
الأبرياء وتعذيبهم بدون أي رحمة ولا شفقة والتلذذ بمنظرهم وهم يتألمون قبل
أن يموتوا ، ولكن الحقيقة الكبرى التي أخفاها الغرب الصليبي عنا هي ( أن
دراكولا الذين يعتبرونه بطل قومي في رومانيا ، وأنه منقذ أوروبا الصليبية
من هجمات وفتوحات المسلمين العثمانيون ، ما هو إلا مجرد جبار من الجبابرة
الذين أذلهم الله على أيدي المسلمين وتم تأديبه وتشريده وجعله عبرة لمن يعتبر على أيدي المسلمين ) وفيما يلي القصة الحقيقية لمصاص الدماء دراكولا ( تأليف ومونتاج وبطولة وإخراج /
المسلمين العثمانيين الأبطال الذين حموا الإسلام والمسلمين لـ600 سنة
ووقفوا كالغصة المؤلمة في حلوق نصار أوروبا والرافضة الزنادقة واليهود
الملاعين وجميع أعداء الدين ) .
- البداية كانت في رومانيا –
- تقع الأفلاق والبغدان
" Walachia and Moldavia " الرومانيتين شمال نهر الدانوب ، تحيطها ثلاث
دول كبيرة ( بولندا – المجر – الدولة العثمانية ) ، فكانتا بحكم الموقع
الجغرافي الذي تشغلانه تحالفان هذه الدولة تارة وتلك تارة أخرى حسب ما
يتراءى لهما ، وحسب ما توحي به الظروف ، كما أنهما كانتا لا تكفان عن
الخصام فيما بينهما .
-
كان أول اتصال للعثمانيين بهذه البلاد في عهد السلطان بايزيد الأول سنة (
1393م ) حيث قام بإخضاع ولاشيا لسلطان العثمانيين في عهد أميرها ( مركيا
الأول )- الكبير - عقابا على تكاتفها مع الصرب في محاولة استرداد أدرنة من
العثمانيين واشتراكها في معركة كوسوفو إلى جانب النصارى سنة (1389م) -
وعندما نشبت معركة نيقوبولس سنة ( 1396م ) قاتل مركيا إلى جانب النصارى، ثم
أعلن استقلاله بها بعد الهزيمة التي لحقت ببايزيد في أنقرة سنة ( 1402م ) .
من هو دراكولا
-دراكولا هو الأمير الروماني فلاد تيبيس ( فلاد الرابع )، ويعني لقبه الشهير ابن الشيطان .
- ولد (فلاد تيبيس) في رومانيا في شهر نوفمبر 1431م ب مدينة ( سيغيوشوارا ) .
- وفي نفس العام, قام ملك المجر ( سيجيسموند ) بتعيين والده (دراكول) كحاكم عسكري لـــــ ترانسلفانيا ( الفلاخ بالتركية ) .
- يعتبر فلاد تيبيس ( فلاد الرابع
) بطلاً قومياً في رومانيا لنجاحه في احتواء الاجتياح العثماني لأوروبا (
مؤقتا ). حكم رومانيا بين عامي 1456م و1462م ، عرڧ بتعامله الوحشي مع
المسئولين الفاسدين واللصوص ، وخصوصاً أعدائه .
- تم إطلاق اسم (دراكولا) عليه نسبة إلى والده (دراكول) حيث أن كلمة دراكولا تعني ( ابن الشيطان ) ، -- يعرف في المصادر التركية باسم ( قازقلي فويفودا ) أي - الأمير ذو الأوتاد ( المانياك ) - أي المجنون - ، سمي أيضا بـــــ ( المخوزق ) لأنه أول من استعمل الخازوق كوسيلة للإعدام وسماه المجريون ( بالسفاح ) .
-
ولكن السلطان محمد الأول ( 1313م – 1421م ) بعد أن استتب له الأمر ، اخضع
ولاشيا مرة أخرى سنة ( 1416م ) ، وصارت تدفع له الجزية . ومنذ ذلك الوقت
وجد مركيا وخلفاؤه أنفسهم مرتبطين بعجلة التبعية للعثمانيين . ، وقد اخضع
الأفلاق الجنوبية ، لسيادة العثمانيين في نهاية القرن الـ14م . ومنذ هذا
الوقت أصبحت هذه الإمارة حليفا للعثمانيين تدفع لهم جزية سنوية .
* دراكولا الأب & السلطان مراد الثاني *
في سنة ( 1433م ) اعترف أمير الفلاخ ( فلاد ) الملقب بلقب ( دراكول – أي الشيطان
) ( 1432م – 1446م ) بسيادة الدولة العثمانية ، تخلصا من حرب كان لا
يساوره الشك أبدا في خطورة نتائجها عليه . غير أن هذا الخضوع لم يكن إلا
ظاهريا ومؤقتا ، إذ لم يلبث أن انضم إلى أمير الصرب بناء على تحريض ملك
المجر ، وأعلنا الحرب على السلطان مراد الثاني ، فحاربهما السلطان ، وانتصر
عليهما ، ثم سار إلى بلاد المجر ، فخرب كثيرا من مدنها ، وعاد منها في سنة
( 828هـ - 1438م ) وقد دفع أمامه حوالي 70 ألف من الأسرى .
السلطان مراد الثانى رحمه الله
كان من نتيجة هذا الأمر أن أخذ السلطان مراد الثاني ولدين من أولاد
( دراكول الأب ) كرهائن عنده في قصره ( فلاد تيبس – راؤول / رادو الوسيم ) حتى يضمن ولاء أمير الفلاخ للدولة العثمانية .
دراكولا الابن & السلطان محمد الفاتح
في عام ( 866هـ - 1462م ) قام الفاتح بفتح مدينة ( أمستاريس ) الخاضعة
للجنويين ، ثم تلاها فتحه لمدينة ( سينوب ) ، ومدينة ( طرابزون ) التي
دخلها بدون مقاومة شديدة ، وقبض على ملكها وأولاده وزوجته وأرسلهم إلى
العاصمة ( إسلام بول – القسطنطينية ) .
عندما عاد السلطان محمد إلى عاصمة ملكه علم بأن أمير الفلاخ ( دراكولا الابن
) قد ارتكب ، بحق المسلمين في بلاده من التجار وغير التجار ، فظائع رهيبة
من قتل وسبي ونهب للأموال ، فأسرع السلطان محمد لقيادة جيشه وسار به لتأديب
هذا المتمرد .
في عام 1447م أطلق الأتراك سراح ( فلاد الابن ) بعد مقتل أبيه وأخيه الأكبر وظل أخيه ( راؤول ) يتربى في كنف السلطان محمد الفاتح .
لم تمض عدة سنوات حتى تمكن ( دراكولا
) في عام 1456م من استعادة ملك أبيه بمساعدة العثمانيين، ولكنه سرعان ما
غلبت عليه الروح الصليبية الحاقدة على الإسلام وأهله فبدأ الاحتكاك بالدولة
العثمانية والسلطان ( الفاتح رحمه الله ) ، مما جعل هذا إيذانا بنهايته .
لما
اقترب من حدود إقليم الفلاخ ( رومانيا ) ، أرسل ( دراكولا ) وفدا عرض على
السلطان محمد الخضوع ، ودفع جزية سنوية قدرها عشرة آلاف دوكا ، والالتزام
بكافة الشروط التي نصت عليها معاهدة سنة ( 1393م ) ، والتي كانت قد أبرمت
بين أمير الفلاخ إذ ذاك وبين السلطان بايزيد ، فقبل السلطان محمد ، وعاد
بجيوشه .
ولكن سرعان ما تبين أن العرض الذي تقدم به ( دراكولا
) إلى السلطان محمد لم يكن إلا وسيلة لكسب الوقت ، وإكمال استعداداته
القتالية ، وتنسيق التعاون بينه وبين ملك المجر لحرب المسلمين .وعلم
السلطان محمد باتفاق ( دراكولا ) وملك المجر على حربه ، فأرسل مندوبين من قبله لاستيضاح حقيقة الموقف ، فما كان من ( دراكولا
) إلا أن ألقى القبض عليهما ، وقتلهما بوضعهما على عمود خشبي محدد ( خازوق
) ، وأغار بعدها على بلاد بلغاريا التابعة للدولة العثمانية فقتل وسبى
ونهب وعاث في البلاد فسادا ، وعاد ومعه خمسة وعشرون ألف أسير من المسلمين .
فأرسل إليه السلطان محمد يدعوه إلى الطاعة ، وإخلاء سبيل الأسرى ، فلما
مثل الرسل أمام ( دراكولا ) أمرهم برفع عمائمهم لتعظيمه . وعند رفضهم طلبه المخالف لتقاليدهم ، أمر بأن تسمر عمائمهم على رؤوسهم بمسامير من الحديد
الفاتح يفتح رومانيا ويضمها إلى الدولة العثمانية
.... ثار غضب السلطان محمد عندما علم بما ارتكبه ( دراكولا
) من الجرائم ، وما أقدم عليه من الانتهاكات ، فتولى على الفور قيادة جيش
من مائة وخمسين ألف مقاتل ، وسار لتأديب هذا الشقي الظلوم المجرم ، ووصل
بسرعة إلى مدينة ( بوخارست – عاصمة رومانيا الحالية ) فمزق جيش( دراكولا
) وهزمه ، لكنه لم يتمكن من إلقاء القبض عليه لتوقيع العقاب العادل عليه ،
جزاء ما ارتكبه من الفظائع والأعمال الوحشية ، وذلك بسبب هروبه والتجائٍه
إلى ملك المجر . وتابع السلطان محمد طريقه لدخول ( بوخارست ) فوجد حول
المدينة جثث الأسرى المسلمين الذين اقتادهم ( دراكولا ) من بلاد بلغاريا ، وقتلهم عن آخرهم بمن فيهم من الشيوخ والنساء والأطفال . ودخل السلطان محمد
( بوخارست ) حيث عمل فيها على تنصيب ( راؤول -رادو الوسيم ) أخي ( دراكولا
) ، والذي كان قد نشأ في كنف السلطان محمد منذ نعومة أظفاره ، فعرفه عن
قرب ، ووثق به ، وولاه إمارة ( الفلاخ ) التي أصبحت اعتبارا من هذا التاريخ
ولاية عثمانية .
* نهاية دراكولا *
- ظل ( دراكولا) في المجر 15 سنة ( ذكرت بعض المصادر أنه ظل أسيرا عند ملك المجر – وقيل انه تزوج من العائلة المالكة هناك ) .
- في عام 1476م استطاع ( دراكولا الابن
) أن يجمع جيشا لبدء حرب استرداد لملكه وملك أبيه ، وتشير بعض المصادر إلى
أنه هزم وقتل على يد العثمانيين وقيل في مصادر أخرى أنه قتل على يد أحد
أتباعه وكان ذلك في عام ( 1476م ) وطيف برأسه في البلاد ليعلم القاسي
والداني بنهاية هذا الشقي .
( الذي أدبه وشرده المسلمون العثمانيون العظماء )
عند ذكر اسم دراكولا أو ( الكونت فلاد ) أمام
أي شخص يتبادر إلى ذهنه أسطورة دراكولا مصاص الدماء الذي يمص دماء ضحاياه
ليلا ، ويمكنه التحول إلى خفاش وإلى ذئب ...
الـــــــــــــــــــــــــــخ
كل هذه ترهات و ( شغل سيما ) ولكن الحقيقة أن دراكولا شخصية حقيقة بالفعل
عاشت في رومانيا ، وكان أميرا ، وكان مصاص للدماء ولكن من خلال قتله
الأبرياء وتعذيبهم بدون أي رحمة ولا شفقة والتلذذ بمنظرهم وهم يتألمون قبل
أن يموتوا ، ولكن الحقيقة الكبرى التي أخفاها الغرب الصليبي عنا هي ( أن
دراكولا الذين يعتبرونه بطل قومي في رومانيا ، وأنه منقذ أوروبا الصليبية
من هجمات وفتوحات المسلمين العثمانيون ، ما هو إلا مجرد جبار من الجبابرة
الذين أذلهم الله على أيدي المسلمين وتم تأديبه وتشريده وجعله عبرة لمن يعتبر على أيدي المسلمين ) وفيما يلي القصة الحقيقية لمصاص الدماء دراكولا ( تأليف ومونتاج وبطولة وإخراج /
المسلمين العثمانيين الأبطال الذين حموا الإسلام والمسلمين لـ600 سنة
ووقفوا كالغصة المؤلمة في حلوق نصار أوروبا والرافضة الزنادقة واليهود
الملاعين وجميع أعداء الدين ) .
- البداية كانت في رومانيا –
- تقع الأفلاق والبغدان
" Walachia and Moldavia " الرومانيتين شمال نهر الدانوب ، تحيطها ثلاث
دول كبيرة ( بولندا – المجر – الدولة العثمانية ) ، فكانتا بحكم الموقع
الجغرافي الذي تشغلانه تحالفان هذه الدولة تارة وتلك تارة أخرى حسب ما
يتراءى لهما ، وحسب ما توحي به الظروف ، كما أنهما كانتا لا تكفان عن
الخصام فيما بينهما .
-
كان أول اتصال للعثمانيين بهذه البلاد في عهد السلطان بايزيد الأول سنة (
1393م ) حيث قام بإخضاع ولاشيا لسلطان العثمانيين في عهد أميرها ( مركيا
الأول )- الكبير - عقابا على تكاتفها مع الصرب في محاولة استرداد أدرنة من
العثمانيين واشتراكها في معركة كوسوفو إلى جانب النصارى سنة (1389م) -
وعندما نشبت معركة نيقوبولس سنة ( 1396م ) قاتل مركيا إلى جانب النصارى، ثم
أعلن استقلاله بها بعد الهزيمة التي لحقت ببايزيد في أنقرة سنة ( 1402م ) .
من هو دراكولا
-دراكولا هو الأمير الروماني فلاد تيبيس ( فلاد الرابع )، ويعني لقبه الشهير ابن الشيطان .
- ولد (فلاد تيبيس) في رومانيا في شهر نوفمبر 1431م ب مدينة ( سيغيوشوارا ) .
- وفي نفس العام, قام ملك المجر ( سيجيسموند ) بتعيين والده (دراكول) كحاكم عسكري لـــــ ترانسلفانيا ( الفلاخ بالتركية ) .
- يعتبر فلاد تيبيس ( فلاد الرابع
) بطلاً قومياً في رومانيا لنجاحه في احتواء الاجتياح العثماني لأوروبا (
مؤقتا ). حكم رومانيا بين عامي 1456م و1462م ، عرڧ بتعامله الوحشي مع
المسئولين الفاسدين واللصوص ، وخصوصاً أعدائه .
- تم إطلاق اسم (دراكولا) عليه نسبة إلى والده (دراكول) حيث أن كلمة دراكولا تعني ( ابن الشيطان ) ، -- يعرف في المصادر التركية باسم ( قازقلي فويفودا ) أي - الأمير ذو الأوتاد ( المانياك ) - أي المجنون - ، سمي أيضا بـــــ ( المخوزق ) لأنه أول من استعمل الخازوق كوسيلة للإعدام وسماه المجريون ( بالسفاح ) .
-
ولكن السلطان محمد الأول ( 1313م – 1421م ) بعد أن استتب له الأمر ، اخضع
ولاشيا مرة أخرى سنة ( 1416م ) ، وصارت تدفع له الجزية . ومنذ ذلك الوقت
وجد مركيا وخلفاؤه أنفسهم مرتبطين بعجلة التبعية للعثمانيين . ، وقد اخضع
الأفلاق الجنوبية ، لسيادة العثمانيين في نهاية القرن الـ14م . ومنذ هذا
الوقت أصبحت هذه الإمارة حليفا للعثمانيين تدفع لهم جزية سنوية .
* دراكولا الأب & السلطان مراد الثاني *
في سنة ( 1433م ) اعترف أمير الفلاخ ( فلاد ) الملقب بلقب ( دراكول – أي الشيطان
) ( 1432م – 1446م ) بسيادة الدولة العثمانية ، تخلصا من حرب كان لا
يساوره الشك أبدا في خطورة نتائجها عليه . غير أن هذا الخضوع لم يكن إلا
ظاهريا ومؤقتا ، إذ لم يلبث أن انضم إلى أمير الصرب بناء على تحريض ملك
المجر ، وأعلنا الحرب على السلطان مراد الثاني ، فحاربهما السلطان ، وانتصر
عليهما ، ثم سار إلى بلاد المجر ، فخرب كثيرا من مدنها ، وعاد منها في سنة
( 828هـ - 1438م ) وقد دفع أمامه حوالي 70 ألف من الأسرى .
السلطان مراد الثانى رحمه الله
كان من نتيجة هذا الأمر أن أخذ السلطان مراد الثاني ولدين من أولاد
( دراكول الأب ) كرهائن عنده في قصره ( فلاد تيبس – راؤول / رادو الوسيم ) حتى يضمن ولاء أمير الفلاخ للدولة العثمانية .
دراكولا الابن & السلطان محمد الفاتح
في عام ( 866هـ - 1462م ) قام الفاتح بفتح مدينة ( أمستاريس ) الخاضعة
للجنويين ، ثم تلاها فتحه لمدينة ( سينوب ) ، ومدينة ( طرابزون ) التي
دخلها بدون مقاومة شديدة ، وقبض على ملكها وأولاده وزوجته وأرسلهم إلى
العاصمة ( إسلام بول – القسطنطينية ) .
عندما عاد السلطان محمد إلى عاصمة ملكه علم بأن أمير الفلاخ ( دراكولا الابن
) قد ارتكب ، بحق المسلمين في بلاده من التجار وغير التجار ، فظائع رهيبة
من قتل وسبي ونهب للأموال ، فأسرع السلطان محمد لقيادة جيشه وسار به لتأديب
هذا المتمرد .
في عام 1447م أطلق الأتراك سراح ( فلاد الابن ) بعد مقتل أبيه وأخيه الأكبر وظل أخيه ( راؤول ) يتربى في كنف السلطان محمد الفاتح .
لم تمض عدة سنوات حتى تمكن ( دراكولا
) في عام 1456م من استعادة ملك أبيه بمساعدة العثمانيين، ولكنه سرعان ما
غلبت عليه الروح الصليبية الحاقدة على الإسلام وأهله فبدأ الاحتكاك بالدولة
العثمانية والسلطان ( الفاتح رحمه الله ) ، مما جعل هذا إيذانا بنهايته .
لما
اقترب من حدود إقليم الفلاخ ( رومانيا ) ، أرسل ( دراكولا ) وفدا عرض على
السلطان محمد الخضوع ، ودفع جزية سنوية قدرها عشرة آلاف دوكا ، والالتزام
بكافة الشروط التي نصت عليها معاهدة سنة ( 1393م ) ، والتي كانت قد أبرمت
بين أمير الفلاخ إذ ذاك وبين السلطان بايزيد ، فقبل السلطان محمد ، وعاد
بجيوشه .
ولكن سرعان ما تبين أن العرض الذي تقدم به ( دراكولا
) إلى السلطان محمد لم يكن إلا وسيلة لكسب الوقت ، وإكمال استعداداته
القتالية ، وتنسيق التعاون بينه وبين ملك المجر لحرب المسلمين .وعلم
السلطان محمد باتفاق ( دراكولا ) وملك المجر على حربه ، فأرسل مندوبين من قبله لاستيضاح حقيقة الموقف ، فما كان من ( دراكولا
) إلا أن ألقى القبض عليهما ، وقتلهما بوضعهما على عمود خشبي محدد ( خازوق
) ، وأغار بعدها على بلاد بلغاريا التابعة للدولة العثمانية فقتل وسبى
ونهب وعاث في البلاد فسادا ، وعاد ومعه خمسة وعشرون ألف أسير من المسلمين .
فأرسل إليه السلطان محمد يدعوه إلى الطاعة ، وإخلاء سبيل الأسرى ، فلما
مثل الرسل أمام ( دراكولا ) أمرهم برفع عمائمهم لتعظيمه . وعند رفضهم طلبه المخالف لتقاليدهم ، أمر بأن تسمر عمائمهم على رؤوسهم بمسامير من الحديد
الفاتح يفتح رومانيا ويضمها إلى الدولة العثمانية
.... ثار غضب السلطان محمد عندما علم بما ارتكبه ( دراكولا
) من الجرائم ، وما أقدم عليه من الانتهاكات ، فتولى على الفور قيادة جيش
من مائة وخمسين ألف مقاتل ، وسار لتأديب هذا الشقي الظلوم المجرم ، ووصل
بسرعة إلى مدينة ( بوخارست – عاصمة رومانيا الحالية ) فمزق جيش( دراكولا
) وهزمه ، لكنه لم يتمكن من إلقاء القبض عليه لتوقيع العقاب العادل عليه ،
جزاء ما ارتكبه من الفظائع والأعمال الوحشية ، وذلك بسبب هروبه والتجائٍه
إلى ملك المجر . وتابع السلطان محمد طريقه لدخول ( بوخارست ) فوجد حول
المدينة جثث الأسرى المسلمين الذين اقتادهم ( دراكولا ) من بلاد بلغاريا ، وقتلهم عن آخرهم بمن فيهم من الشيوخ والنساء والأطفال . ودخل السلطان محمد
( بوخارست ) حيث عمل فيها على تنصيب ( راؤول -رادو الوسيم ) أخي ( دراكولا
) ، والذي كان قد نشأ في كنف السلطان محمد منذ نعومة أظفاره ، فعرفه عن
قرب ، ووثق به ، وولاه إمارة ( الفلاخ ) التي أصبحت اعتبارا من هذا التاريخ
ولاية عثمانية .
* نهاية دراكولا *
- ظل ( دراكولا) في المجر 15 سنة ( ذكرت بعض المصادر أنه ظل أسيرا عند ملك المجر – وقيل انه تزوج من العائلة المالكة هناك ) .
- في عام 1476م استطاع ( دراكولا الابن
) أن يجمع جيشا لبدء حرب استرداد لملكه وملك أبيه ، وتشير بعض المصادر إلى
أنه هزم وقتل على يد العثمانيين وقيل في مصادر أخرى أنه قتل على يد أحد
أتباعه وكان ذلك في عام ( 1476م ) وطيف برأسه في البلاد ليعلم القاسي
والداني بنهاية هذا الشقي .