ديوان الإمام الشافعي
التأهب للآخرة
يا من يعانق دنيا لا بقـاء لهـا يمسي ويصبح في دنياه سفـاراً
هلا تركت لذي الدنيـا معانقـةحتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغى جنان الخلد تسكنهافينبغي لك أن لا تأمـن النـارا
وداع الدنيا والتأهب للآخره
ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبـيجعلت الرجا منـي لعفـوك سلمـا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنـتـهبعفوك ربي كـان عفـوك أعظمـا
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزلتجـود وتعفـو مـنـة وتكـرمـا
فلولاك لم يصمـد لابليـس عابـدفيكف وقد اغـوى صفيـك آدمـا
فلله در العـارف الـنـدب أنــهتفيض لفرط الوجـد أجفانـه دمـا
يقيـم إذا مـا الليـل مـد ظلامـهعلى نفسه من شدة الخوف مأتمـا
فصيحاً إذا ما كان فـي ذكـر بـهوفي ما سواه في الورى كان أعجماٍ
ويذكر أياماً مضـت مـن شبابـهوما كان فيهـا بالجهالـة أجرمـا
فصار قرين الهـم طـول نهـارهأخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلـي وبغيتـيكفى بك للراجيـن سـؤلاً ومغنمـا
ألسـت الـذي عديتنـي وهديتنـيولا زلـت منانـاً علـي ومنعمـا
عسى من له الإحسان يغفر زلتـيويستـر أوزاري ومـا قـد تقدمـا
تعزية
إني أعزيك لا انـي علىطمـعٍمن الخلود ولكن سنـة الديـن
فما المعزي بباقٍ بعد صاحبـهولا المعزى وإن عاشا إلى حين
سفينة المؤمن
إن لله عـبـاداً فطـنـاتركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علمـواأنها ليست لحي وطنـا
جعلوها لجـة واتخـذواصالح الأعمال فيها سفنا
الموت سبيل كل حي
تمنى رجالٌ أن أمـوت وإن أمـتفتلك سبيـل لسـت فيهـا بأوحـد
وما موت من قد مات قبلي بضائريولا عيش من قد عشا بعدي بمخلدي
لعل الذي يرجـو فنائـي ويدعـيبه قبل موتي أن يكون هو الـردى
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضـىتهيـأ لأخـرى مثلهـا فكـأن قـد
[/size][/b]